الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

أمواج وصخور


أمواجٌ و صخور :-
جلستُ يوماً عند شاطىء البحر أتامَّل منظر أعشقه منذ كنت صغيرة وهو منظر الأمواج وهى تتصادم بالصخور جلستُ لأوَّل مرَّة أتامَّل هذا المنظر بنظرة مختلفة، و وجدتُ أنَّ هذا المنظر هو الأقرب لعلاقة الناس بالحياة التي يعيشونها فبعض هؤلاء الناس يشبهون الصخور الصغيرة الضعيفة.... التي كلَّما واجهة أمواج عالية وقوية تستسلم إليها بكل سهولة بل وتنجرف إلى مكان ما تأخذها هذه الأمواج دون أي مقاومة أو اعتراض فتتحكم بها الأمواج ففى وقت ترفعها فوقها إلى أعلى نقطة ، ومرة أخرى ومرة أخرى تدفعها بعيداً أو تنزلها إلى القاع وحتى وهي في القاع تكون في انتظار موجة أخرى تُخرجها إلى الشاطىء !!!!!!
هذا النوع من الصخور يُشبه الأشخاص الضعفاء الذين لا يوجد لديهم أي إرادة، فهُم عندما تواجههم أيَّاً من  ظروف الحياة فيستسلمون لها فتدفعهم إلى أي مكان تريده، فيوماً تجلعهم في القمة ويوماً آخر في القاع دون أن يتدخلوا حتى في مصيرهم الذي تصنعه لهم هذه الحياة بل وفي بعض الأحيان عندما تواجههم مشكلة كبيرة وتلزمهم الحياة أن يواجهونها بمفردهم ..... ينكسرون من قوة المشكلة .
قد أرى أنَّ هؤلاء الناس لا يحق لهم الاعتراض على قوانين الحياة أو أن يضعوا كل فشلهم وأخطائهم تحت مُسمَّى ظروف الحياة هي السبب !!!!
والنوع الثاني هم الصخور القوية الصامدة التي عندما تضربها الأمواج بكل قوة لها تفتت هذه الأمواج العظيمة إلى بعض قطراتٍ صغيرة من الماء  على جانبيها وتظل هي راسخة وثابتة، بل لا تكتفي بذلك..... ولكنها تستخدم هذه القطرات المتبقية في نمو نباتات صغيرة وتجعل على سطحها حياة لنباتات مائية جميلة كل من يراها يعجب بها ......
وهذا النوع أراه مثل الأشخاص الأقوياء الذين لا ينكسرون مهما كانت الصعاب أو الضغوط بل يظلوا صامدين لا يهتزون ويجعلون الصعاب تنحني لهم من شدة قوة إرادتهم ، ويجعلون كل مشكلة أو ظرف يبني في داخلهم شيئاً جديداً وصفة جديدة تجعلهم أقوى وتجعل كل من يعرفهم يُعجب بمدى قوتهم رغم ما مرّوا به من صعاب ومشكلات.
وأنا أرى أنَّ هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على تشكيل حياتهم ورسم الحياة من حولهم لكي تصبح مناسبة لهم  بل وفي كل خطوة يخطونها على الأرض تتعلم الحياة منهم معنى النجاح والصبر والقوة.
وفي النهاية لي أمنية شخصية أن أكون أنا نفسي أشبه النوع الثاني من الصخور التي تتعلم منها الحياة و أن أكون قادرة على رسم حياتي دون الاستعانة بأحد أو بفكر لفعل هذا .
و كما قال أرسطو (ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبول، من الضروري أن يكون  صادقاً).
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق